الاثنين، 18 أكتوبر 2010

المرأة العُمانية مرة أخرى...

علّقت إحدى الصديقات في البزز (Buzz) على الفقرة التي كتبتُها أمس عن المرأة العُمانية قائلة:

"لا أعرف يا ناصر... ولكن لا أجدني أميل للسعادة والفرح بهذا اليوم العظيم الذي تم تحديده لنا!! فهو متشبع بالرسميات والتي لا تخدمنا ولا تنظر في حقوق المرأة الحقيقية... أؤيد عايشة السيفي وبقوة في مقالها... "

٭٭٭

بصراحة لا أعرف ما الذي تردنه يا نساء عُمان أكثر من هذا... لقد خصَّصت الحكومة "يوم المرأة العمانية" لتعبر عن دعمها للمرأة ووقوفها بجانبها لنيل حقوقها، وليس في هذا ما يعاب، والبقية بأيدي النساء، ليكافحن ويناضلن لنيل حقوقهن، وليس هناك حرية أو حقوق تُعطى بدون كفاح أو نضال، التغيير طبعا لن يأتي بين يوم وليلة، والتغيير يبدأ عادةً من الأفراد ثم ينتقل للمجتمع، فإذا أطبق الأفراد أفواههم ولم يطالبوا بحقوقهم فلن يكون هناك تغيير في هذا المجتمع، أؤمن أنّ أمام المرأة العُمانية الكثير من التحديات والصعوبات، وأن أمامها الكثير من العمل الشاق، ولكنني أؤمن أيضا أن المرأة العُمانية – عبر التاريخ – كانت أهلا لمواجهة التحديات والصعوبات، وستكون مستقبلا كذلك أيضا...

٭٭٭

بصراحة أشعر أن المرأة العُمانية الحالية سلبية، وتحب أن تلعب دور الضحية، وتبات مظلومة وهي تلعن جلاديها، ولكنها تتواني وتتقاعس عن المطالبة بما هو حق مشروع لها، وكثير من النساء العُمانيات يستمرئن الخضوع والعيش الخانع، فمن خضوعها لسيطرة وليّها الكاملة حتى في أبسط حقوقها الشرعية والمشروعة، إلى خضوعها لسيطرة زوجها المطلقة والعيش تحت ظلة الذي هو أفضل من ظل الحائط، وعندما تنجب هذه المرأة العُمانية نساءً عُمانيات أخريات سترضعهن الخضوع مع اللبن، وستربيهن على التسليم والإستسلام، وستعلمهن بأن كل ما يتعلق بهن - جسديا ونفسيا وفكريا - وكل ما يفعلنه هو "عيب" و"فضيحة"، وأنهن بدون الخضوع لسيطرة الوليْ المطلقة والظالمة مشروع "عار" سيقع حتما يوما ما، فقط لتُرسِّخْ "ثقافة العيب" الكريهه لديهن، وهكذا تستمر المأساة...

٭٭٭

نشرتُ موضوعي عن "يوم المرأة العُمانية" على الفيس بوك، فعلَّق صديقي سالم – المتواجد حاليا في ولاية كالفورنيا - قائلا: "عاشت المرأة العُمانية... زمان الشياب كان كل يوم من أيام السنة مسويينه يوم للمرأة العُمانية، مو مثل الحين حالها يوم واحد بس، ألا ليت الزمان يعود يوما... لأخبره... "

أتفق تماما مع سالم فيما قاله، وبصدق أشعر أن أجدادنا كانوا قديما أكثر إحتراما للمرأة وتقديرا لها ولدورها في المجتمع، بداية من عدم الحرج من ذكر أسم الأم او الزوجة أمام الناس، ومرورا بتقدير دورها الأساسي والمهم – كسيدة لبيتها - في رعاية الأبناء والبيت وممتلكات الأسرة، وأنتهاءً بفخر الرجل بأنه ابن فلانة أوأخو فلانة أيضا، وأذكر يوما أنني كنت أنتقد شخصا أمام أبي، فأنبرى مدافعا عنه قائلا: لا تقل عنه هذا فإنَّ أمه فلانة الفلانية.

وأذكر أيضا أن جدتي أخبرتني يوما أنها كانت - عند غياب جدي في عمله وعندما كان أبنائها صغارا - تستقبل الضيوف، وتقدم لهم التمر والقهوة العربية، و"تعزمهم" ليبقوا على الغداء، وتذبح لهم بنفسها أيضا، فقط ليعود جدي في نهاية اليوم ليجلس مع ضيوفة ويأخذ أخبارهم و"يغديهم"، أين معظم نساء عُمان اليوم اللاتي تشبّعن "بثقافة العيب" من جدتي في منتصف القرن الماضي؟؟

هناك 7 تعليقات:

  1. هذه هي المشكلة في أن المرأة العمانية لم تضطر يوما إلى المطالبة بحقوقها أسوة بنساء دول العالم بل جائتها على صينية من ذهب، وكل ما يأتي يسهولة لا يتم تقديره...

    كإمرأة عمانية أجدني فعلا أعيش إحتفالات العيد هذه الأيام، و اشعر بالفخر فعلا لكوني عمانية....

    ردحذف
  2. يعطيك العافيه
    http://qlpy.net/vb/

    ردحذف
  3. يعطيك العافيه صديقي
    سالم

    ردحذف
  4. ناصر العميري3 نوفمبر 2010 في 9:46 م

    يبدو أن تشابه الأسماء وصل بي الى هنا هكذا الصدف

    أسجل إعجابي بما قرأت

    شكرا أستاذ ناصر

    ردحذف
  5. ابداعات قلم...
    لا أتفق معك تماما بخصوص إن ما يأتي بسهولة لا يتم تقديره، خصوصا فيما يتعلق بالحقوق، وخصوصا في مجتمعنا العماني حيث يكون المجتمع أكثر تقبلا للتغيير عندما يأتي التغيير من الحكومة، وأعتقد أنه لولا مبادرة الحكومة لأخذ الأمر عشرات السنين...
    لك الحق في أن تفخري بأنك عُمانية...

    ردحذف
  6. العزيزين خالد الشمري وسالم...
    شكرا لمروركما... الله يعافيكم...

    ردحذف
  7. الأخ العزيز ناصر العميري (وكأني أكلم نفسي!!)...
    يالها من صدفة بالفعل...
    لقد سُعدت بوجودك هنا...
    الشكر لك يا صديقي...

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية