الأربعاء، 24 يونيو 2015

مكنسة...




بصدق لم أفهم المغزى من الصورة المنشورة في الأعلى والتي تظهر الأخ جمعة آل جمعة والأخ أيمن الحوسني وهما يقومان بكنس أرضية مطار صلالة، فلو كان مطار صلالة منكوبا نتيجة حادث ما أو بسبب الأنواء المناخية لأصبح مفهوما ومبررا أن يشارك في عملية التنظيف موظفان في مثل منصبيهما ليكونا قدوة لبقية الموظفين والعاملين، ولكن كما هو معلوم للجميع فمطار صلالة هو مطار حديث تماما وعملية تنظيفة تقع على عاتق المقاول بحسب العقد والمواصفات وليس على الشركة العمانية لإدارة المطارات، أم أن كل ما في الأمر هو "حركة إعلامية" يقصد منها الدعاية الشخصية؟ ولكن السؤال المهم هنا هو كم كانت تكلفة إلتقاط هذه الصورة؟ فكما تعلمون هناك رواتب وتذاكر سفر وإقامة في فنادق وربما علاوات أيضا!!
٭٭٭
من أكثر الأشياء المثيرة للسخرية في عالم المشاريع و الإنشاءات، أن المهندسين الذين عملوا ليلا ونهارا ليرى المشروع النور، والذين ربما أصابهم الأرق ليال كثيرة بسبب إحدى المشكلات التقنية لن يذكرهم أحد، بل سيُذكر من يقص شريط الإفتتاح أو ربما يحمل مكنسة أمام الكاميرا.
٭٭٭
ترى من سيذكر نيلز هاربو (Niels Henrik Harbo) ذلك المهندس الدنماركي العظيم والذي جاء إلى مكتبي في صباح أحد الأيام في عام 2006 م حاملا رسما هندسيا بخط اليد، وأخبرني أنه لم ينم ليلة البارحة ولكنه وجد الفكرة الرئيسية التي سنصمم على أساسها محطة التبريد المركزية (Central Chiller Plant)، ومن سيذكر إسهامات الكثير من المهندسين العمانيين الشباب الذين أفتخر إنني عملت معهم أمثال سليمان وسامي وعبد الرحمن ومعتصم وباحجاج ووائل وكمال وعزوز ومعاذ والبيماني وآخرين، والكثير من المهندسات العمانيات اللواتي لن أذكر اسمائهن هنا بالطبع لأنني أريد أن أفطر اليوم في البيت وليس في أحد مراكز الشرطة، لا أحد سيذكرهم أبدا بالطبع يا أصدقاء وهذا - كما أخبرتكم - من أكثر الأشياء المثيرة للسخرية في عالم المشاريع.
٭٭٭
اتصلت الأسبوع الماضي بصديقي – وزميلي سابقا في مشروع المطار قبل أن أستقيل - عبد الرحمن مهندس الحريق والمشرف الوحيد على أنظمة واستراتيجيات الوقاية من الحريق في مطاري مسقط وصلالة، وسألته إن كان بإمكاني مرافقته في رحلته القادمة إلى مطار صلالة لأنني أرغب بشدة في رؤية مبنى برج المراقبة وممر الخدمات الميكانيكية والكهربائية الذي يقع تحته، والذي صممت أنظمتهما الميكانيكية بنفسي، فأعتذر لي قائلا بأنه لا يمكنني دخول مباني المطار بدون تصريح أمني، ولكنه أقترح علي أن أحمل مكنسة فربما يكون دخولي ممكنا حينها... ههههههه....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية