الخميس، 20 نوفمبر 2014

وداعا...

ألتحقت بمشروع المطار لأول مرة في 19 نوفمبر 2005 وهنا أنا أغادرة مرة أخرى في 20 نوفمبر 2014، يبدو أن شهر نوفمبر يحمل الكثير من المفاجآت في حياتي العملية، أقول "مرة أخرى" لأنني سبق وأن غادرت المشروع في مايو 2010، تسع سنوات من حياتي المهنية قضيتها في تصميم المطارات والإشراف على بنائها، تسع سنوات كانت حافلة بالكثير من المعارف والخبرات والشخصيات والعلاقات الإنسانية والرحلات التي أسهمت وبشكل كبير في تطوير حياتي الشخصية والمهنية، أدين لهذا المشروع وللأشخاص الذين ألتقيت بهم بالكثير، حدثتكم قبل سنوات عن بيتر إبسن (Peter Ibsen) مديري السابق والذي يتحلى بالكثير من الكاريزما تجعله قائدا محبوبا جدا، وأخبرتكم عن جيري (Gary) ذلك التكساسي الذي ألتقيته في أمريكا، ربما سأخبركم يوما ما عن نيلز هاربو (Niels Harbo) ذلك المهندس الدنماركي الذي غير حياتي المهنية والشخصية للأبد، والذي أعتبره مثلا أعلى كمهندس وكأنسان، كما ذكرت لكم في الفيس بوك عن فاجيولاتي (Fagiolati) المليونير الإيطالي العجوز الذي ألتقيت به في مصنعه في مدينة ماسيراتا الإيطالية حيث كان يقود سيارته الفراري وأنا معه بسرعة جنونية، بصدق الإنسان هو ما يهبرني دوما.
تسع سنوات من أجمل سنوات حياتي يا أصدقاء قضيتها في هندسة المطارات كنت أتمنى أن أختمها بوظيفة في الشركة العمانية لإدارات المطارات، ولكن هذه الشركة يبدو أنها منيعة لمن هو مثلي ومثل زملائي المهندسين والمهندسات في مشروع المطار، أستدعوني لأكثر من ثمان مقابلات في وظائف مختلفة ولكن بدون أي جدوى، عموما هذا هو شأن الشركات العمانية الحكومية، حيث يكون التوظيف فيها غير مستند على الكفائة والمؤهلات وإنما على أشياء أخرى بعيدة كل البعد عنهما.
أتذكر أنني ألتقيت بالصدفة بصديقي حارث المقبالي (والذي يعمل حاليا في تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية) في أحد المقاهي في الخوير في 2011 إبان الإحتجاجات في صحار وسألته أن كان قد تقدم بطلب وظيفة لأحد الشركات الحكومية العاملة في ميناء صحار كمصفاة صحار وأروماتيكس وصحار ألومنيوم، فأخبرني محبطا أنه حاول أكثر من مرة ولكنه لم يتلق أي رد أبدا لأنه بكل بساطة لا يعرف أحد في هذه الشركات.
أنظر للمستقبل بكل تفائل وثقة ومتشوق جدا لوظيفتي الجديدة ك"مدير التصاميم الميكانيكية والكهربائية" في أحد الشركات الأمريكية الكبرى العاملة في السلطنة، أشعر أن لدي الكثير من الحماس والأفكار لأطبقها هناك.
وداعا يا أيها الزملاء والزميلات والأصدقاء والصديقات، سأفتقدكم كثير بصدق سأفتقد مشروع المطار كثيرا، أتمنى لكم التوفيق وأتطلع لليوم الذي أسافر فيه من مبنى المسافرين في مطار مسقط الدولي إلى تلك المدينة الفاتنة ةالتي أن أذكر أسمها لأننا لا أحب العاية المجانية كما تعلمون، هههههه...

بالمناسبة سأكون باحثا عن عمل في اليومين القادمين، إن كنتم تعرفون أي وظيفة تناسبني فلا تنسوني يا أصدقاء، لأني أخاف أن يقتلني الملل....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث هذه المدونة الإلكترونية