السبت، 15 مايو 2010

رئة...

إعلان رائع وفكرة أروع...

ترى كم من الوقت يلزمنا حتى ندمر رئة الأرض؟


الاثنين، 3 مايو 2010

تقييم التأثير البيئي...


مرحبا بكم أيها الأصدقاء والصديقات، أعتذر لكم عن انقطاعي عنكم خلال الفترة الماضية، ويسعدني أنْ أرى أنَّ من بينكم وجوها جديدة لم أرها من قبل، وأتمنى أن يعجبكم هذا الموضوع الذي خصصته ليكون عن موضوع (تقييم التأثير البيئي)، والذي أعتبره جاء كنتيجة طبيعية للمواضيع التي طرحتها مؤخراً عن (التدوير)، في حقيقة الأمر أن التدوير يعتبر بالنسبة لمعظم المهتمين بالبيئة فكرة برَّاقة وفي غاية الروعة والجمال، ولكن هل يخلو التدوير من آثار جانبية تضر البيئة التي نحاول حمايتها باستعمال هذه التقنية؟

أود أن أوضح للقارئ الكريم والقارئة الكريمة بأن ما كتبته هنا أو بالأحرى ما ترجمته هنا لا يجب أن يناقض ما كتبته سابقاً، وإنما الهدف هو تسليط بعض الضوء على جوانب أخرى لم أشر لها من قبل في مواضيعي السابقة، بعبارة أخرى ما زلت أؤمن بجدوى التدوير وأهميته ولكن أحببت أن أطلعكم على الوجه الآخر للقمر كما يقولون.

٭٭٭

ليس من السهل أحيانا تقييم التأثير البيئي لبعض النشاطات البشرية، كما أنه من الصعب أحياناً كثيرة التنبؤ بعاقبة الحلول البيئية التي نعتقد في فترة زمنية ما أنها ناجحة في حل المشاكل البيئية، يعود ذلك لنقص المعلومات البيئية والتقنية في تلك الفترة الزمنية، ويعود أيضا للتطور التقني والمعلوماتي السريع الذي يجعلنا نعلم الكثير عن التأثيرات الجانبية لبعض الحلول البيئية.

يضرب لنا (بالمر) و (هارتلي) في كتابهما الرائع "بيئة العمل" بعض الأمثلة الجميلة عن موضوع (تقييم التأثير البيئي)، فأليكم - أعزائي القرَّاء- ما كتباه عن هذا الموضوع...

٭٭٭

قد يكون من الصعب لمؤسسة ما أن تعلم ما المقصود بفكرة أن تكون صديقا للبيئة، كما أنّ المستهلكين قد يكونون مشوشين بفعل الحجج المتباينة عن نتائج قراراتهم الشرائية، فهناك بضائع كانت يوما ما تعتبر "صديقة للبيئة" وفجأة أصبحت "عدوة للبيئة" نتيجة لتطور العلم وتغير التحيّزات المسبقة.

الأمثلة التالية تبيّن كيف أنه من الصعب تقييم الخواص البيئية لسلعة ما:

1. تدوير الجرائد القديمة كان تقليديا يُعتبر شيء جيد، ولكن الأفكار الجديدة تقترح أن هناك منافع عظيمة من حرق الجرائد القديمة وزراعة أشجار جديدة لتنبت مواد خام طازجة، عوضا عن استعمال الطاقة في نقل وتدوير الورق المستعمل.

2. في ثمانينات القرن العشرين، كان الديزلُ يعتبر وقودا نظيفا نسبيا، وذلك لأنّه ينتج القليل من الغازات المسببة للإحترار العالمي، كما أنَّ محركات الديزل أكثر كفاءة من محركات البترول، وبحلول تسعينيات القرن العشرين، كانت الجسيمات التي تطلقها محركات الديزل في البيئة قد تم ربطها بحالات الإصابة بالربو، وبهذا تم تخفيض الخواص البيئية للديزل.

3. كانت الطاقة النووية لوقت طويل هدفاً للمعارضة من قبل أنصار البيئة، ثم تم قبولها والترويج لها من قبل الكثير من الحملات البيئية نتيجة تسببها بانبعاث القليل جدا من الغازات المسببة للإحترار العالمي مقارنة بالوقود الأحفوري، رغم أنه ليس هناك أي حل جذري حتى الآن لمعضلة النفايات النووية، والتي تعتبر عبئ نامي سيقع يوماً ما على عاتق الأجيال القادمة.

4. المؤيدون والمعارضون لمقترح بناء الطرق الجانبية حول المُدن يستعملون الحجج البيئية لدعم وجهة نظرهم، فالمعارضون يحاجّون بأن الطرق الجديدة ستخلق الكثير من المرور والذي يعتبر مضراً بالبيئة، والمؤيدون يحاجّون بأنّ التأثير البيئي سيتقلص بأبعاد المرور خارج المُدن حيث يكون ضرره أقل.

٭٭٭

المصدر:

Palmer, A. & Hartly, B. (2006) 'The Business Environment', McGraw-Hill Education, Shoppenhangers Road, Maidenhead, Berkshire, Fifth Edition

بحث هذه المدونة الإلكترونية