الأحد، 7 مارس 2010

محطات في مَعْرضيْ الكتاب...




كنت أود أن يكون ما أكتبه هنا معينا لمن يريد أن يعرف أين يستطيع شراء الكتب التي سأذكرها لاحقا، ولكن للأسف الشديد بسبب ظروف العمل لم أستطع إكماله خلال فترة المعرض، أيضا يبدو إنني بطيء في الكتابة، فقد بدأت كتابة هذا المقال منذ أسبوع ولكنني لم أكمله إلا الآن.

٭٭٭

كنت قد اتفقت مع صاحبي حمد الغافري على زيارة المعرض الخيري للكتب المستعملة ثم معرض مسقط الدولي للكتاب، في حقيقة الأمر كنت أتحرق شوقا للمعرضين.

٭٭٭

المحطة الأولى: المعرض الخيري للكتب المستعملة

كان المعرضُ رائعا بكل المقاييس، ويدار من قبل مجموعة من الشابات والشباب العمانيين والذي يشعر المرء بالفخر بهم وبانجازهم، ابتسامات مشرقة من جميع المنظمين وحوارات جميلة تستمتع بها، أعتقد أنًّ هذا المعرض يعتبر سابقة في العمل الاجتماعي التطوعي في سلطنة عُمان والذي أعتقد أنه لسبب ما لم يتطور بالقدر الكافي بعد، على عكس الدول المجاورة.

إليكم بعض الكتب التي اشتريتها من هناك:

ديوان (في السهل يشدو اليمام) للشاعر محمد الحضرمي... ديوان (وحده قلقي) للشاعر اسحق الخنجري... مجموعة قصصية بعنوان (غبار) لبشرى خلفان... ديوان (سقوط مدوٍ لريشة) للشاعرة بدرية الوهيبي... رواية (Emma) للكاتبة الإنجليزية Jane Austen....

في الواقع كان المعرض فرصة ذهبية لعشاق الروايات الأجنبية حيث كان هناك كما هائلا من هذه الروايات وبأسعار زهيدة جدا...

٭٭٭

المحطة الثانية: معرض مسقط الدولي للكتاب

كالعادة أسوأ ما في معرض الكتاب هو إيجاد موقف لسيارتك، بحثنا طويلا عن مواقف، وفي نهاية المطاف اضطررنا للوقوف في نهاية الموقف الأمامي للمعرض والقريب من شارع الخدمات.

٭٭٭

المحطة الثالثة: مكتبة الجيل الواعد

ما أن دخلنا المعرض حتى قررنا أنْ نبدأ بالأجنحة العُمانية والتي تقع في أقصى اليمين....

توقفنا أمام جناح مكتبة الجيل الواعد، واشتريت كتاب (إزاحة الأغيان عن لغة أهل عُمان) للشيخ العلامة سعيد بن حمد الحارثي (رحمه الله)، وهو كتاب رائع، أعتقد أنني سأتكلم عنه يوما ما هنا، من المثير أن تعلم أنّ كلمات مثل: غاوي، وغشرة، وهاعة، وبرخ هي كلمات عربية فصيحة.

كان حمد حريصا على أن يمر على جميع الأجنحة ويتفحصها كتابا كتابا، أما أنا فقد كنت أعلم ما أريد وليس عندي الصبر اللازم لذلك، فقررنا أن ننفصل لنتيح لكلينا حرية الحركة والذهاب حيث يشاء...

كنت قد خططت أن أبحث عن دار الساقي لاشتري كُتُبْ الدكتور غازي القصيبي، فحصلت على خريطة المعرض وبحثت عن دار الساقي وحددت مكانها.

٭٭٭

المحطة الرابعة: دار علاء الدين

في طريقي إلى دار الساقي، لمحت الشاعر والكاتب والصديق عبدالله المعمري محاطا بالكثير من كتب الفلسفة في دار علاء الدين، فتوقفت لأسلم عليه، تصافحنا، وأخبرته أنني لم أتمكن من الحصول على نسخة من كتابه (سفر المنظومات) من معرض الكتاب الماضي، فأخبرني أنني أستطيع إيجاده في دار الانتشار العربي، تناقشنا في الكتب الجديدة التي أصدرها الكُتاب العُمانيون، فأشار علي بأنني أستطيع إيجاد (سيدات القمر) لجوخة الحارثي في دار الآداب، كما أستطيع شراء بعض الإصدارات العمانية من نينوى والفرقد والانتشار العربي، واقترح علي أيضا أن أجرِّب قراءة كتاب (دين الإنسان) لـفراس السواح من منشورات دار علاء الدين، اشتريت الكتاب وودَّعت عبدالله متجها إلى دار الساقي...

٭٭٭

المحطة الخامسة: دار الساقي

في دار الساقي أصابني الإحباط لأنني وجدت ثلاثة كتب فقط للدكتور غازي القصيبي، (العصفورية) و(سبعة) - اللذان اشتريتهما العام الماضي - وكتاب (رجل جاء وذهب) والذي حملته معي...

سألت البائع أين أستطيع الحصول على كتاب (حياة في الإدارة) للدكتور غازي القصيبي، فأخبرني أنني أستطيع الحصول على مجموعة كبيرة من كتبه من المؤسسة العربية للدراسات والنشر، قبل أن أغادر دار الساقي اشتريت رواية (فسوق) لعبده خال - الفائز بجائزة البوكر العربية 2010 - والتي كنت قد قرأت قبل فترة قصيرة قراءة لها في مدونة زرقاء (ما أكثرَ حرف القاف في هذه الجملة!!)، طبعا لاحظت أنَّ الفتاة التي كانت تتصفح كتابا بجانبي ترمقني شزراً وترمق رواية (فسوق) في يدي ولسان حالها يقول: "يا لك من شابٍ رقيع مُحب للقصص الجنسية"...

سامحك الله يا عبده خال، ألم تجد غير هذا الاسم لتطلقه على روايتك؟؟!! غير أنه غالبا قد لا يكون الكاتب هو الذي يقرر اسم روايته، فالناشر قد تكون له الكلمة الأخيرة في اختيار اسم الكتاب وذلك لأسباب تسويقية بحتة...

٭٭٭

المحطة السادسة: المؤسسة العربية للدراسات والنشر

بعد أنْ وَصلتْ إلى المؤسسة العربية للدراسات والنشر بادرت البائع سائلا أياه عن كتب الدكتور غازي، فأشار إلى بعض الرفوف وقال أن لديه ما لذ وطاب منها، دخلت إلى حيث أشار وبدأت بتفحص بعض الكتب ثم قلت له أنني أريد كل الكتب التي لديه للدكتور غازي القصيبي.

كانت قائمة الكتب الموجودة تضم الكتب التالية:

حياة في الإدارة... الخليج يتحدث شعرا ونثرا... سعادة السفير... الجنيَّة... التنمية: الأسئلة الكبرى... الإلمام بغزل الفقهاء الأعلام... عِقْد من الحجارة... الأسطورة... للشهداء... سلمى... ورود على ضفائر سناء... قراءة في وجه لندن... سحيم... الأشج... أبو شلاخ البرمائي... أمريكا والسعودية...

نقدت البائع الطيب نقوده وانطلقت بـ "ما لذ وطاب" لي من كتب القصيبي...

٭٭٭

المحطة السابعة: دار الآداب

حاملا كتبي وماشيا لعلي أصادف إحدى دور النشر التي كلمني عنها عبدالله إلى أن وجدت نفسي أمام دار الآداب، فلمحت رواية (سيدات القمر) لجوخة الحارثي و(حفلة الموت) لفاطمة الشيدي، سألت البائع أن كان لديه كتاب (سفر المنظومات) لعبدالله فأجابني بالنفي، يا لهذه الذاكرة المعطوبة، كنت قد نسيت تماما أين يمكنني أن أجد هذا الكتاب، اشتريت الروايتين واستأذنت البائع أن أترك كتبي معه على أن أرجع لها عندما أهم بالمغادرة، وافق البائع فشكرته وتوجهت إلى دار نينوى.

٭٭٭

المحطة الثامنة: دار نينوى

وصلت لدار نينوى وسألت البائع أن كان لديه كتاب (سفر المنظومات)، فأجاب بالنفي أيضا، فتركته شاكرا واتجهت إلى دار الفرقد.

٭٭٭

المحطة التاسعة: دار الفرقد

من دار الفرقد اشتريت كتاب (الجلاد) للشاعر والكاتب سماء عيسى، سألتْ عن كتاب (سفر المنظومات) فلم أجده، اتصلت بعبدالله وسألته أين يمكن أن أجد كتابه فأخبرني أنني أستطيع إيجاده في دار الانتشار العربي.

٭٭٭

المحطة العاشرة: الانتشار العربي

عندما وصلت لدار الانتشار العربي فوجئت بالشاعر والكاتب والمدون والصديق معاوية الرواحي يقف في نصف الجناح بجسده العملاق وكرشه الذي لم يصبح ضخما بعد وكأنه قادم من أحد الأساطير الإغريقية حيث جميع الأبطال عمالقة وجميع البطلات حسناوات والكل متجه إلى نهاية مأساوية بطريقة ما، سلمت على معاوية وقدمت له نفسي، وقلت له مداعباً أنه يبدو أقصر في الصور، وقال لي أنني أبدو مختلفاً تماماً في الصور أيضا، كان هذا هو لقائي الأول بمعاوية رغم أننا تبادلنا من قبل بعض المكالمات والرسائل النصية، بعد لحظات انضم إلينا صاحبي حمد الغافري، ووقفنا نتكلم في مواضيع كثيرة، باختصار كان لقاءً صاخباً يحتوي على الكثير من السخرية، والآراء الجادة، وغير الجادة، وغير العادية، مرت علينا الكاتبة العُمانية أزهار أحمد وبصحبتها فتاة أخرى لا اذكر اسمها الآن فقدَّمنا لهما معاوية، لا بد أن أتذكر فيما بعد شراء رواية أزهار أحمد (العصفور الأول)، كما التقينا في نفس المكان بالصحفي والشاعر الرائع يونس البوسعيدي أثناء حفل توقيعه على ديوانه الجديد (قريب كأنه الحب) الصادر من دار الانتشار العربي.

بعد أن أستاذنا من معاوية بالانصراف (ترخَّصْنا بالعُماني)، قمت بشراء كتاب (سفر المنظومات) لعبدالله المعمري، ورواية (الأحمر والأصفر) لحسين العبري، ومجموعة قصصية بعنوان (نميمة مالحة) لهدى الجهوري، و(سعفة تحرك قرص الشمس) لسليمان المعمري ومازن حبيب.

عند هذا الحد كنا قد اشترينا معظم الكتب التي خططنا لشرائها، فقررنا أن الوقت قد حان لنغادر المعرض، أخبرت حمد أننا يجب أن نمر بدار الآداب لآخذ كتبي من هناك.

٭٭٭

المحطة الحادية عشر: دار الآداب

في دار الآداب تفاجآنا بإحدى القنوات الإذاعية تجري لقاءً مع القاصَّة والناقدة هدى الجهوري، وجدت أنها فرصة ذهبية لأطلب منها أن توقع لي على مجموعتها القصصية (نميمة مالحة) والتي اشتريتها قبل قليل، فما أن انتهت من اللقاء الإذاعي حتى خاطبتها قائلاً:

"مرحبا هدى... هل تتكرمين بالتوقيع لي هنا؟" (طبعا قلتها بالعامية... ولكنني أتفيصح نوعا ما عندما أكتب...)

"طبعا... يسرني ذلك"

ناولتها الكتاب وأعطيتها اسمي...

أعتقد أحيانا أنني أستطيع رؤية الذكاء يشع من عيون الأذكياء الذين أقابلهم، كانت هدى من هذا النوع...

لم أنس طبعا أن أشيد بمقالها النقدي الجميل الذي ينتقد المسلسل الكرتوني التافه والسوقي والذي لا يساوي قطعة نقدية صدئة من فئة البيسة الواحدة (بيسة حليانة بكل بساطة) والذي عُرضَ في رمضان الماضي بعنوان (عيد وسعيد)...

سألت هدى عن آخر أعمالها فأخبرتني أنَّ رواية (الأشياء ليست في أماكنها) هي آخر ما نُشرَ لها ولكن النُسخ نفدت من المعرض تماما، أحسست بالحرج نوعا ما فهذه هي المرة الثانية التي أطلب من كاتب أن يوقع لي على كتاب قديم من كتبه، أعتقد أنني يجب أن أنتبه جيدا في المرة القادمة.

عموما شكرنا هدى على لطفها الشديد، وحملت كتبي وغادرنا...

اقترح حمد أن نمر على قاعة العوتبي في طريقنا، فأيدت الفكرة حيث أنني تذكرت كتاباً لابد أن أشتريه.

٭٭٭

المحطة الثانية عشر: وزارة الأوقاف والشؤون الدينية - مكتب الإفتاء

قاعة العوتبي - الخيمة التي على يمين المعرض - حيث ركن المشاركات الرسمية، وحيث تستطيع الحصول على المطبوعات الرسمية التي تصدرها الوزارات والمؤسسات الرسمية العمانية والخليجية.

كان حمد يود أن يشتري بعض المطبوعات التي تصدرها وزارة الإعلام وكنت أنوي شراء كتاب (العقل بين جماح الطبع وترويض الشرع) لفضيلة الشيخ أحمد الخليلي، فتوجهت لجناح دار الإفتاء وحصلت على نسختين - لي ولحمد - بسعر رمزي جدا، وأخبرت حمد أننا لنقرأ كتاب(العقل) لا بد أن نحصل على الكتاب الذي كان سببا في إصداره.

٭٭٭

المحطة الثالثة عشر: مكتبة الغبيراء

في مكتبة الغبيراء وجدت الكتاب الذي أبحث عنه والذي لدي نسخة الكترونية منه وهو كتاب (الإيمان بين الغيب والخرافة) للأستاذين الفاضلين خميس العدوي وخالد الوهيبي.

٭٭٭

عندما قررنا المغادرة أخيراً اضطررنا للاستعانة بأحد العمال الآسيويين - والذي يجوبون المعرض ويكاد عددهم يساوي عدد الزوار - ليساعدنا في حمل كتبنا إلى سيارتينا اللتين أوقفناهما قريبا من شارع الخدمات، أذكر أنني قبل سنتين ذهبت لمعرض الشارقة ولفت انتباهي إمكانية الحصول على عربات كالتي تستعمل في كارفور ولكنها أصغر قليلا، لو أنَّ معرض مسقط وفَّر لزواره هذه الخدمة لكان بالإمكان تجنَُب استخدام العمالة المقيمة في السلطنة بصورة غير شرعية.












هناك تعليقان (2):

  1. *الرواية الفائزة بجائزة البوكر العربية ل2010 هي رواية (ترمي بشرر) وليس (فسوق)

    ردحذف
  2. أهلا أمل...
    كلامك صحيح ولكني قصدت الكاتب وليس رواية فسوق... شكرا على التنبيه... يبدو أنني قد صغت الجملة بطريقة غير واضحة...

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية