الأربعاء، 19 أكتوبر 2011

هندسة خضراء...


بعد رحلتي إلى دبي في نهاية الأسبوع، أكتب معلقا في التوتر (Twitter) على خبرٍ رأيته في إحدى لوحات الإعلان التي تصطف على جانبي شارع الشيخ (زايد): "تم اعتماد لائحة اشتراطات المباني الخضراء في دبي.... متى ستتبنى سلطنة عمان سياسة المباني الخضراء يا ترى؟؟؟"...

فيعلق صديقي (محمد) سائلا: هل تعتقد إننا في عُمان حقا مستعدين لتطبيق هندسة المباني الخضراء؟؟

٭٭٭

أعتقد يا صديقي أننا جاهزون تماما لتبني مبادىء واشتراطات هندسة المباني الخضراء (Green Building)، لا سيما وأن العلماء والخبراء والمهتمين بالبيئة ما زالوا يقرعون ناقوس الخطر، وليس مؤتمر كوبنهاجن ببعيد، وكثير من الدول المتقدمة – بل وحتى المتأخرة - بدأت تتبنى الحلول الصديقة للبيئة (Environmental friendly)في جميع مشاريعها العمرانية والصناعية، كما أن هندسة المباني الخضراء ليست بالمصطلح الجديد تماما حيث أن كثير من دول العالم المتقدمة - وحتى المتأخرة أيضا - تطبقها من فترة طويلة نسبيا وما زالت تشجعها، وتطورها بالأفكار الجديدة والحديثة، وتعمل على تدريب المحترفين في هذا المجال، وتزويدهم بالمهارات والخبرات اللازمة، كما في شهادة ليد (LEED) الأمريكية العالمية التي تؤهل المهندس، وتزوده بالخبرات والمهارات اللازمة ليكون مصمما للمباني الخضراء .... ولكن بالنسبة لنا في عمان.... فأقول لك بأننا مجتمع لا يتقبل التغيير بتلك السهولة، بل يقاومه مما يجعلنا مجتما غير مبدع وغير خلَّاق بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، فأغلب المهندسين يفضلون تصميم الأنظمة الجديدة، كما صممها مستر (كومار) عندما أتى لعمان في بداية السبعينات، ونحن - كما تقول إحدى الكاتبات العمانيات - "نحن مجتمعات مدفوعة بالتغيير عبر حكوماتها فإذا اتخذت الحكومات خطوات إيجابية بهذا الشأن بدأ الشعب تلقائياً يستجيب ويتكيف لها...."، فلو أن الحكومة العمانية غدا أصدرت قراراً بتبني مواصفات المباني الخضراء، لتقبلها المجتمع فوراً ولسارعت جميع الهيئات والشركات الإستشارية بتنفيذها، ولدخلنا مرحلة جديدة، وخلاقة، ومبدعة، ومتقدمة في تصميم مبانينا ومنشآتنا التي أنهكناها بتصاميمنا السوقية، والمبتذلة، والمستهلكة، وأنهكتنا باستهلاكها للطاقة الكهربائية القادمه من حرق أطنان من الوقود الأحفوري، مما يجعلنا نمضي قدما - وبإصرار عبثي - في حرق مناخنا وبيئتنا، بل قل حرق عالمنا ومستقبلنا ذاته ...

٭٭٭

في تدوينة قادمة يا أصدقائي سأخبركم عن قصة الإيميلات التي لم أرد عليها، أو عن مشروع "دزرتيك"، أو ربما عن تجربتي في الدنو من الموت (NDE: Near Death Experience)، ولعمري أنها تجربة جديرة لأحدثكم عنها، "فالموت والحب كلاهما مروع" كما تقول كاتبة عمانية أخرى، أو سأخبركم عن رحلتي الأخيرة الى تلك المدينة الفاتنة والتي لن أذكر لكم اسمها حتى لا أعمل لها دعاية مجانية، أو أي موضوع مشوق آخر، فإلى لقاء قادم يا أعزائي...

٭٭٭

هناك 5 تعليقات:

  1. واجد مدونات تسبب اللوعان بسبب كثرة التدوينات ..

    انته مدونتك تسبب الغيظ بسبب قلتها المفرطة ..

    تنشط ياخي وكتب ..

    يا كسول .

    ردحذف
  2. سأحاول يا صديقي.... أعدك بذلك...

    ردحذف
  3. هلا موضوعك جميل جدا يا اخ ناصر

    ردحذف
  4. الأخ/الأخت غير معرف...
    أشعر بالسعادة أن الموضوع أعجبك... أتمنى أن تعجبك المواضيع القادمة بإذن الله

    ردحذف

بحث هذه المدونة الإلكترونية