الخميس، 26 نوفمبر 2009

عيد سعيد...

أيها الأعزاء...

أتمنى لكم ولعائلاتكم وجميع أهلكم وذويكم عيد أضحى مبارك وسعيد...

أقول لكم...

قودوا سياراتكم بحذر...

حاولوا أن تتجنبوا استعمال الأكياس البلاستيكية..

واستمتعوا بوقتكم...

سأحدثكم في التدوينة القادمة عن قائد عرفته...

سأحدثكم عن... (بيتر إبسن)...

(بطاقة المعايدة من تصميم الصديق العزيز أحمد الهنائي)

السبت، 14 نوفمبر 2009

سي أو بي 15... كوبنهاجن...




صباح الخير أيها القراء والقارئات، أيها الأصدقاء و الصديقات، أيها الزملاء والزميلات، إذا كنتم تقرؤون هذه المدونة في الصباح، أو مساء الخير إذا كنتم تقرؤونها في المساء....

مضى وقت طويل نسبيا مذ أطلقت مدونتي التي لم أجد لها عنوانا بعد، لقد تلقيت العديد من الاقتراحات حول تسميتها ولكني لم أقتنع بأي منها، فلهذا السبب وحتى أجد اسما مناسبا سأتركها كذلك، أيضا أعتقد أن اسم "مدونة بلا عنوان" ليس بهذا السوء...

لقد تباينت آراء القراء حول مدونتي فمنهم من هام بها حبا، ومنهم من كرهها حتى الموت، هناك قراء قالوا بأنهم متشوقون لقراءة التدوينات القادمة، وهناك قراء نصحوني بالكف عن الكتابة وممارسة أي هواية أخرى، أن التباين والاختلاف لهو صفة أزلية من صفات البشر... عموما أشكر كلا الفريقين، وأقول للفريق الثاني بأن يمهلوني قليلا ويعطوني فرصة أخرى ربما أستطيع كتابة شيء يستحق القراءة...

أيضا لاحظت أن معظم اهتمام القراء كان منصبا حول موضوع الاحتباس الحراري، وأنه لموضوع جدير بالاهتمام، حيث أنه بات يشغل بال العديد من الحكومات والمؤسسات العلمية في الوقت الراهن، أما موضوع "القيادة" فقد حظي بأقل نسبة من اهتمام القراء و القارئات، ربما لأنه موضوع متخصص بعض الشيء، أو ربما للغة والمصطلحات المعقدة التي اكتنفت الموضوع، في حقيقة الأمر أنني كتبت الموضوع من الذاكرة، وكل ما قرأته عن موضوع "القيادة" كان باللغة الإنجليزية فقط، فواجهت-وأنا غير المتخصص- صعوبات في ترجمة المصطلحات المتعلقة بالموضوع، عموما وكما وعدت القراء والقارئات سأعود يوما ما للكتابة عن "القيادة"، وسأحاول الكتابة هذه المرة بأسلوب أكثر سهوله لما أؤمن به من أهمية القيادة الصحيحة في نهضة ورقي الأمم...

***

لقد تلقيت العديد من الإيميلات من القراء و القارئات، وسأذكر رأي قارئتين لا يخلوا من الطرافة...

القارئة "دانة" من دولة البحرين الشقيقة، تشكرني على ثنائي على الفتيات البحرينيات ووصفهن بالاستقلالية وقوة الشخصية..... وأقول لها أنه ليس ثناء يا "دانة" بقدر ما هو حقيقة شاهدتها وقلت رأيي فيها وأنا لا أقصد التعميم إطلاقا...

في المقابل القارئة "شيخة" من سلطنة عمان الحبيبة -وطني العزيز-، تتهمني بالتحيز وعدم الوطنية لأنني انتقدت الفتيات العمانيات، واتهمتني أيضا بأنني معقد ومتحامل على بنات وطني...

عزيزتي "شيخووه" -أستعملها للتدليع ليس إلا...- لا أحد يستطيع إنكار "ثقافة العيب" السائدة في مجتمعنا، وأنا لم أنتقد جميع البنات العمانيات، بل قلت بعضهن فقط، ومرة أخرى أقول أنني لا أقصد التعميم إطلاقا فيما قلته، وطبعا يوجد لدينا العديد من الفتيات العمانيات واللاتي نفتخر بهن... لا ادري ما دخل الوطنية في هذا السياق!!... عموما أشكرك على مرورك، واحترامي الشديد لرأيك وأتمنى أن ينكشف لك مستقبلا من خلال كتاباتي القادمة أن رأيك الأولي عني ليس صحيحا إطلاقا، فقط تابعيني ولكي جزيل الشكر...

***

أود أن أعلمكم أعزائي القراء والقارئات، أنه تم اختياري من قبل مسئولي المباشر لحضور المؤتمر الدولي المزمع أقامته في العاصمة الدنماركية كوبنهاجن (Copenhagen) في الفترة من 7 إلى 18 ديسمبر 2009، والذي يسمى اختصارا ب (COP15)، والذي سيكون حول "التغير في المناخ" (Climate Change) نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري، يأتي المؤتمر نتيجة للجهود التي قامت بها وزيرة شؤون المناخ والطاقة الدنماركية السيدة كوني هيدجارد...

(Minister of Climate and Energy of Denmark ,Connie Hedegaard).

يهدف المؤتمر إلى أن تقوم 192 دولة في مقدمتها الهند، والصين، والولايات المتحدة الأمريكية -والتي لم تصادق بعد على بروتوكول كيوتو (Kyoto Protocol) حتى كتابة هذه السطور لأسباب سياسية واقتصادية بحته- بصياغة اتفاقية للحد من التغير في المناخ بفعل الإنسان.

أن ظاهرة تغير المناخ بفعل الاحتباس الحراري باتت تشكل تحديا وتهديدا للبشرية، حيث أنها ستتسبب بكوارث مناخية واقتصادية واجتماعية حول الكرة الأرضية وسأذكر الظواهر التالية على سبيل المثال لا الحصر حتى أدخلكم أعزائي القراء والقارئات في جو هذه الكارثة البيئية: ارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة تواتر وشدة موجات الحر والفيضانات والجفاف، وقد تكون هناك أيضاً عواقب خطيرة مباشرة على صحة الإنسان، وأبرز هذه العواقب ارتفاع معدلات المرض والوفاة نتيجة لموجات الحر، والفيضانات، والجفاف، وفي بعض البلدان الأفريقية على سبيل المثال قد تنحدر إنتاجية المحاصيل بنسبة قد تصل إلى 50% بحلول عام 2020 مما يهدد ملايين البشر بالموت جوعا، كما سيؤدي تغير المناخ إلى زيادة ندرة المياه، والدول الصغيرة القائمة على جزر كجزر المالديف، أصبحت أيضاً معرضة للخطر الشديد من جراء ارتفاع مستوى سطح البحر مما يهدد بمشكلة عالمية سببها ملايين اللاجئين البيئيين، أيضا لاحظ العلماء مؤخرا تغير أنماط التيارات البحرية، ومن أشهر التيارات البحرية ما يسمى ب "تيار الخليج" الذي يتحرك من المحيط الأطلسي شمالا بين جزيرتي جرينلاند وبريطانيا حتى شمال أوروبا، والذي يؤمن لأوروبا مناخا معتدلا نسبيا، وإذا توقف هذا التيار البحري فأن شمال أوروبا سيعاني من عصر جليدي آخر، أيضا العواصف المدارية في المحيط الهندي ستكون أكثر تواترا مما يهدد بعض الدول المطلة على هذا المحيط (مثل عماننا الحبيبة) بتواتر "الأنواء المناخية" في فترات قصيرة نسبيا.

***

بالأمس استلمت أيميلا من أحدى الموظفات في فرع الشركة الرئيسي في العاصمة كوبنهاجن تدعى "ميغيت" (Merete)، تناقش الترتيبات والإجراءات اللازمة لسفري للدنمارك مثل أصدار فيزا، والإقامة، والنقل، كان توقيعها يحمل "منصب مهندسة بيئة-خبير أول" (Environmental Engineer-Senior Specialist)، وكما فهمت من الإيميل فهي تقوم بدور المنسقة في لجنة مهمتها متابعة شؤون مهندسي الشركة الغير مقيمين في الدنمارك والذين سيأتون لحضور المؤتمر...

صباح اليوم فاجأني اتصال هاتفي من أحدي السيدات تبين لي فيما بعد أنها "ميغيت" (Merete)- وبالمناسبة ليس هناك أي خطأ في الترجمة فحرف R في الدنماركية يتحول إلى غ- تسألني عن بعض بياناتي الشخصية الغير متوفرة لديها والضرورية لبعض الأوراق الرسمية واعتذرت بأنها لم يكن بوسعها إرسال أيميل وانتظار الإجابة...

كانت تتكلم بانجليزية جيدة يشوبها الكثير من اللكنة الدنماركية والتي كنت معتادا عليها بطبيعة الحال نتيجة احتكاكي بزملائي المهندسات والمهندسين الدنماركيين طوال الخمس سنوات الماضية، أجزم من خلال صوتها أنها عجوز شمطاء على مشارف الستين أو السبعين، كم أنا منحوس!!!... في أول رحلة لي للدنمارك ستكون دليلي السياحي عجوزا شمطاء!!! ربما ستطلب مني في وقت فراغي آخذ الكلب في نزهه لأنها تشكو من آلام المفاصل بسبب الروماتزم، أو ربما تدعوني للعشاء في منزلها في العطلة الأسبوعية، وتطلب مني إصلاح طبق استقبال القنوات الفضائية، فاصعد السطح المائل... فقط لأسقط ويتهشم عنقي...

أفقت من خواطري الصبيانية على صوتها وهي تسألني إن كنت اسمعها أم لا، أجبتها أني أسمعها فانطلقت تسألني عن بعض البيانات التي كانت تحتاجها، شكرتها على اتصالها واهتمامها بالموضوع و أنهينا المكالمة...

أعتقد أنني في يوم من الأيام سأتوقف لدراسة هذا النحس والذي ما أنفك يلازمني منذ مدة ليست بالقصيرة، وأنا الذي أقدر الجمال وأحترمه، وأؤمن بما قاله أسكار وايلد (deOscar Wil) يوما: "الجمال نوع من العبقرية، بل أكثر من ذالك من حيث أنه لا يحتاج إلى تفسير..."، أو كما قال أيضا: "الجمال أعجوبة الأعاجيب"...

وأذكر كم كنت متحمسا عندما أعلن قائد قسمنا (Discipline leader) يوما أن القسم أصبح كبيرا وأننا نحتاج إلى سكرتيرة لتقوم بجميع الأعمال المكتبية التي نحتاجها، كنت أتخيل سكرتيرتنا القادمة في صورة فتاة حسناء وذكية -أليس كل السكرتيرات حسناوات؟؟!!- تضفي جو من البهجة واللمسات الأنثوية على قسمنا ألذكوري الكئيب، وعندما أتت السكرتيرة أخيرا كانت سيدة لطيفة على مشارف الستين، وكانت كثيرا ما تقول لي إنني أشبه أبنها الوحيد والذي يكبرني بعشر سنوات...

***

أعزائي القراء والقارئات أعدكم أني سأكون مراسلكم من العاصمة الدنماركية كوبنهاجن، وأخبركم بتفاصيل هذه الرحلة، والتي أتطلع لها بكل شوق وحماس، سببهما فضولي العلمي، وعلاقتي الوطيدة مع زملائي وأصدقائي الدنماركيين، والذين - ومنذ وطئت قدماي ارض الشركة- اعتبروني كجزيء مهم من الفريق، وعاملوني بكل حب واحترام، رغم الاختلاف الكبير بين ثقافتينا...

***

هل ستتفق جميع دول العالم التي ستجتمع في العاصمة الدنماركة كوبنهاجن، على اتفاقية تتحد فيها لمواجهة هذا الخطر البيئي والذي يهدد العالم بالفناء على المدى الطويل؟؟، أم أن المصالح والأطماع الاقتصادية والسياسية ستتغلب على صوت العقل؟؟، هذا ما سنعرفه في الأسابيع القادمة...

***

جميع المعلومات العلمية التي ذكرتها هنا مصدرها الموقع الرسمي لمؤتمر كوبنهاجن 2009، والذي أدعوكم لزيارته، للتزود بمزيد من المعلومات عن هذه الكارثة البيئية...

http://en.cop15.dk/







بحث هذه المدونة الإلكترونية